
(كونا) -- أكد الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (اوابك) علي بن سبت اليوم الاثنين "الدور المحوري" الذي تتمتع به الدول العربية في أسواق الطاقة العالمية في الوقت الحاضر.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بن سبت لدى إطلاق الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (التقرير الاقتصادي العربي الموحد للعام 2021) بمقر الجامعة بالقاهرة.
واوضح بن سبت أن هذا الامر "يتطلب من الدول العربية بذل مزيد من الجهد نحو مقابلة الاستهلاك العربي والعالمي المتزايد من مصادر الطاقة التي تعد المحرك الرئيسي لنمو تلك الاقتصادات".
وقال "بات من الواضح أن التقلبات في أسواق الطاقة وعدم استقرارها أيا كان مصدرها وأسبابها تؤثر على انتاج وصادرات وعوائد النفط والغاز وحجم وأنماط الاستثمار في الانتاج".
واضاف ان هذا الامر "يؤثر بالتالي على استراتيجيات التنويع الاقتصادي وأساليب ادارة الايرادات النفطية والغازية في دولنا العربية المنتجة للنفط والغاز".
واكد في الوقت ذاته أن "المكانة المرموقة للدول العربية في المشهد العالمي للطاقة تحملها مهمة مواصلة الاضطلاع بدورها الايجابي لبذل كافة الجهود الممكنة للمحافظة على النفط والغاز كمصدرين أساسيين للطاقة نظرا للمساهمة الكبيرة في التنمية الاقتصادية العربية".
كما أوضح أن "إيجاد سوق نفطية متوازنة ومستقرة تلبي تطلعات المنتجين والمستهلكين والمستثمرين على حد سواء يعتبر أمرا ضروريا لتحفيز الدول العربية المنتجة والمصدرة لزيادة استثماراتها في قطاع الطاقة".
واكد بن سبت اهمية "أن يكون هناك ضمان للطلب العالمي على الطاقة في المدى المتوسط والبعيد لتبرير الاستثمارات الضخمة في قطاع الطاقة نظرا لكلفتها المالية الباهظة".
واشار في كلمته الى محصلة التقرير الاقتصادي العربي الموحد لجهد مشترك موضحا أن منظمة (أوابك) الجهة العربية الوحيدة المهتمة بشؤون الطاقة في العالم العربي منذ انشائها عام 1968.
ولفت الى أن (اوابك) حرصت على أن تكون من ضمن المؤسسات المشاركة في إعداد التقرير وذلك بتوليها مهام اعداد الفصل الخامس منه والذي يتعلق بقطاع الطاقة "الذي يعد حجر الزاوية لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية".
وذكر أن الفصل الخامس يستعرض التطورات في الوضع العام لنشاط الاستكشاف والانتاج في الدول العربية والتطورات في الطلب العربي على مصادر الطاقة المختلفة والامدادات النفطية ومستويات المخزونات النفطية وحركة أسعار النفط ومنتجاته وأسعار الشحن وأسعار الغاز الطبيعي وحجم الصادرات العربية من النفط والغاز الطبيعي.
واضاف أن هذا الفصل يستعرض كذلك التطور في حجم العائدات المحققة من تلك الصادرات والتي كان ولا يزال لها دور رئيسي في تعزيز عملية التنمية المستدامة في الدول العربية من خلال مساهمتها في رفع معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق فوائض في الموازنات العامة والموازين التجارية في الدول المنتجة.
وأشار بن سبت الى أن العائدات البترولية ساهمت في تعزيز العمل العربي المشترك "من خلال العون الانمائي المقدم من الدول المنتجة الى الدول العربية المستهلكة وعن طريق التعاون العربي في شبكات النفط والغاز الطبيعي بالاضافة الى مشاريع الربط الكهربائي".
وأوضح أنه فيما يتعلق بالنفط فقد بلغت الاحتياطيات العربية المؤكدة منه حوالي 716 مليار برميل بحصة 56 بالمئة من الاجمالي العالمي منوها بأن انتاج الدول العربية من النفط وصل نحو 22 مليون برميل يوميا أي ما يشكل حوالي 27 بالمئة من الاجمالي العالمي.
وذكر أن استهلاك النفط عربيا في المقابل بلغ نحو 5ر6 ملايين برميل يوميا فيما وصلت الصادرات النفطية الى 21 مليون برميل يوميا ما يمثل 32 بالمئة من اجمالي الصادرات النفطية العالمية.
وفيما يخص الغاز الطبيعي ذكر بن سبت أن احتياطيات الدول العربية منه وصلت نحو 54 تريليون متر مكعب ما يمثل 26 بالمئة من الاجمالي العالمي فيما بلغ انتاج الدول العربية من الغاز الطبيعي المسوق الذي لا يشمل الكميات المعاد حقنها والمحروقة نحو 585 مليار متر مكعب لتشكل بذلك حصة 15 بالمئة من الاجمالي العالمي.
وأوضح أن استهلاك الغاز الطبيعي عربيا بلغ ما يعادل حوالي سبعة ملايين برميل مكافئ نفط يوميا فيما شكلت صادرات الدول العربية من مجمل الكميات المصدرة من الغاز الطبيعي بنوعيه حوالي 196 مليار متر مكعب أي ما يمثل 16 بالمئة من الاجمالي العالمي.
وجرى خلال حفل اطلاق التقرير الاقتصادي الذي حضره لفيف من الدبلوماسيين تقديم عرض مرئي من الامانة العامة للجامعة العربية عن المحتوى كما قدمت منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول (اوابك) عرضا مرئيا حول الفصل الخامس من التقرير الخاص بالطاقة. (النهاية)