في ظل الأجواء الشتوية التي تشهدها البلاد، أكد المتحدث الرسمي ل‍وزارة الصحة، د.عبدالله السند، على ضرورة اتباع الإرشادات الوقائية لضمان الاستخدام الآمن لوسائل التدفئة بمختلف أنواعها، سواء التقليدية أو الحديثة، في المنازل والمخيمات، مضيفًا أن فصل الشتاء يمثل فرصة للكثير للاستمتاع بالأجواء الجميلة، إلا أن تحقيق السلامة العامة يتطلب الحرص والوعي لتجنب أي مخاطر قد تنجم عن سوء استخدام وسائل التدفئة.

وأوضح السند أن غاز أول أكسيد الكربون، يُعد من أبرز المخاطر المرتبطة باستخدام وسائل التدفئة التقليدية كالفحم والحطب، حيث أنه عديم اللون والرائحة، وينتج عن الاحتراق غير الكامل للمواد العضوية، ويؤدي استنشاقه إلى أعراض مثل الصداع والغثيان، وفي الحالات الشديدة قد يصل إلى فقدان الوعي أو الوفاة. ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن هذا الغاز يتسبب في أكثر من 400 حالة وفاة سنويًا في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى 100,000 زيارة لغرف الطوارئ نتيجة التسمم.

وأشار السند إلى أن استنشاق الدخان الناتج عن احتراق الفحم أو الحطب داخل الأماكن المغلقة يشكل خطرًا على الجهاز التنفسي، خاصة لدى الأشخاص المصابين بالربو أو أمراض الرئة المزمنة، ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن التلوث الناتج عن الوقود الصلب يتسبب في 3.2 مليون حالة وفاة مبكرة سنويًا على مستوى العالم، وأن هذه الأرقام تعكس أهمية استخدام وسائل تدفئة آمنة مع توفير تهوية مناسبة لتجنب تراكم الغازات والدخان الضار.

وفيما يتعلق بالمدافئ المنزلية الكهربائية أو الغازية، أشار السند إلى أنها تُعد خيارًا أكثر أمانًا إذا تم استخدامها بشكل صحيح، مؤكدًا على ضرورة التأكد من صيانة المدفأة بشكل دوري، والتأكد من عدم وجود أعطال قد تسبب تسرب الغاز أو مخاطر كهربائية، كما يجب وضع المدفأة في مكان مستقر وبعيد عن المواد القابلة للاشتعال مثل الستائر أو الأثاث، مع تجنب تركها تعمل دون مراقبة، خصوصًا أثناء النوم أو عند مغادرة المنزل.

هذا وقد شدد السند على أهمية مراقبة حالة الأسلاك الكهربائية لتجنب حدوث الحرائق، أما بالنسبة للمدافئ الغازية، فقد أوصى بتهوية الغرفة بشكل منتظم لتجنب تراكم الغازات الناتجة عن عملية الاحتراق، مضيفا أن هذه الخطوات، وإن بدت بسيطة، إلا أنها تعد جزءًا أساسيًا من الحفاظ على السلامة والوقاية من المخاطر.

واختتم السند تصريحه بالتأكيد على الجميع للالتزام بالإرشادات الوقائية للحفاظ على سلامتهم وسلامة أسرهم، معربًا عن تمنياته بفصل شتاء مليء بالصحة والسكينة للجميع.