كتب دانييل يرغين المؤلف الأمريكي لكتاب The Prize عن تاريخ النفط ونائب رئيس شركة غلوبل في صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية مقالا حول دور سعر النفط في حملة الرئيس جو بايدن الانتخابية ورأى ان مستوى سعر البنزين في الولايات المتحدة سيكون له دور أساسي لدى الناخب الأمريكي. يقول يرغن انه قد بلغ سعر غالون البنزين في الولايات المتحدة ٣،٤٥ دولار مؤخرا ما اعتبره احد مستشاري بايدن مرتفع جدا لعدد من الامريكيين وانه عندما يقترب سعر الغالون من ٤ دولار قد يؤدي ذلك الى ارتفاع حرارة الوضع السياسي. فقد رأى يرغن ان ذلك قد يحدث اذا ارتفعت الأسعار خلال الصيف وفي الخريف المقبل وان أولوية بايدن ستكون للعمل على خفض مستوى سعر البنزين. ان الخيار المتاح لبايدن حسب يرغين ان يسحب كميات نفط من الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي وسبق له ان فعل ذلك في نوفمبر ٢٠٢١ قبل غزو روسيا لأوكرانيا. أو الخيار الآخر حسب يرغن ان يقنع السعودية بزيادة الإنتاج. لكن يرغين الكاتب المؤرخ صديق الرؤساء ووزراء نفط الدول الأساسية منها السعودية يدرك ان دول أوبك في طليعتها المملكة السعودية بحاجة لموازناتها ولتطوير مشاريعها وهي تتطلع الى أسعار نفط بمستوى على الأقل ٩٠ دولار لبرميل البرنت . انتهت أيام كانت هذه الدول تخدم مصالح أمريكا قبل مصالحها . لقد قررت السعودية في اطار أوبك + تجميد خفض انتاج تحالف اوبك+ ب٣،٦٦ مليون برميل في اليوم حتى نهاية ٢٠٢٥ . هذا القرار يرتكز على دراسة معمقة لأوضاع السوق النفطية العالمية وتوقعات الطلب على النفط وهو مبني على تطلع الدول النفطية في طليعتها المملكة وهي الدولة الثالثة في العالم بالنسبة لإنتاج النفط بعد أمريكا وروسيا الى حماية سعر النفط الذي كان ينخفض في الأشهر التي سبقت القرار الى اقل من ٧٠ دولار لبرميل البرنت . فعندما تقرر السعودية بيع عدد قليل من حصص شركتها العملاقة أرامكو التي تنتج حاليا ٩ مليون برميل من النفط في اطار رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ٢٠٣٠ يشير ذلك الى ان المملكة عازمة على حماية سعر النفط وعدم تركه ينخفض الى مستويات تهم الولايات المتحدة . ان جميع دول أوبك تتطلع الى حماية مستوى سعر النفط وعدم تركه يتراجع الى اقل من ٨٠ دولار للبرميل مهما كانت الضغوط الخارجية على هذه الدول . اتجه سعر برميل النفط الى الانخفاض في بداية الأسبوع اثر صعود قيمة الدولار لكن بقي بأعلى مستوى منذ ابريل نيسان مع سعر البرنت اقل من ٨٦ دولار وسعر WTI الأمريكي اكثر من ٨١ دولار. هذا الارتفاع تم في ظل احداث جيوسياسية متأزمة مع هجوم الحوثيين على بواخر في البحر الأحمر وحرب إسرائيل على غزة لم تتوقف وهناك مخاوف ان تمتد الى لبنان والتهجم الروسي على الولايات المتحدة لاتهامها بانها وراء الصواريخ التي تكلفتها أوكرانيا على القرم المحتل . عموما محللي الأسواق وخبراء عالم النفط يتوقعون ان يبلغ مستوى سعر النفط في نهاية الصيف سبتمبر حوالي ٩٠ دولار حسب JP Morgan. توقعات محللي أسواق النفط زيادة في نمو الطلب على النفط بحوالي ١،٦ مليون برميل في اليوم هذه السنة مع بطء في زيادة النفط من دول خارج أوبك باستثناء غويانا والبرازيل لكن من غير المتوقع زيادة ملموسة من انتاج أمريكا فتحالف أوبك يسيطر على السوق النفطية بشكل أساسي للأشهر الستة المقبلة ما يتيح لأسعار النفط ان تزيد بحوالي ١٠ دولار للبرميل في الخريف المقبل وهذا بناء على عوامل السوق النفطية . فيقول المحللين ان الطلب على النفط سيستمر بالتحسن ما يبرر ارتفاع الأسعار. فهذا الارتفاع قد لا يساعد حملة بايدن الانتخابية اذا استمر سعر غالون البنزين في أمريكا في الارتفاع في موسم قيادة السيارات في الصيف . لكن هو لمصلحة جميع دول أوبك التي تتطلع الى أسعار نفط ترتفع الى ٩٠ وحتى الى ١٠٠ دولار للبرميل لأنها بحاجة ماسة الى زيادة عائداتها البعض لتنميتها وتطويرها ولمصلحة شعبها مثل دول الخليج والأخرى لحروبها مثل روسيا في حربها على أوكرانيا وايران لحروب وكلائها في المنطقة |