رئيس التحرير
جمال العامر
عاجل
الاسواق العربية
  • الكويت 5,819.00 ▲ 14.74
  • السعودية 13,428.03 ▲ -35.06
  • قطر 14,012.07 ▲ -39.38
  • الأمارات 3,682.82 ▲ 20.00
  • البحرين 2,080.32 ▲ - 6.09
  • عمان 2422.04 ▲ 0.30%
  • الأردن 2,358.60 ▲ 0.00

شيطان الأمم ( وجه الشر الحقيقي )

منذ 6 أشهر | 484

شيطان الأمم  ( وجه الشر الحقيقي )
اخبار عالمية

ما يحدث في غزة يتجاوز كل الحدود المألوفة للوحشية والإرهاب، فهو ليس مجرد أعمال عنف أو ظلم، بل هو شيء مروع لا يمكن وصفه أو تخيله بأي كلمات. لقد اضطر الناس إلى النزوح من منازلهم بحثًا عن الأمان في المخيمات المدنية في رفح، ظنًا منهم أنهم سيجدون بعض الطمأنينة بعيدًا عن القصف. ولكن حتى هذه المخيمات لم تسلم من القصف العشوائي والبربري.

كل الأمور التي حصلت في غزة هو تجسيد حقيقي للشر الذي كنا نسمع عنه في القصص التي تُحكى لنا ونحن صغار. فالذئب الذي كان يطارد ليلى لم يكن بهذا القدر من الشر، وما فعلته الساحرة بسنو وايت لا يمكن أن يُقارن بما يحدث الآن، وحتى ما فعله سكار في موفاسا يبدو كأنه لا شيء أمام هذه الفظائع.

الشر الذي يمارسه الكيان الصهيوني في غزة يتعدى كل حدود الخيال والواقع. إنه شر حقيقي يسعى إلى تدمير الحياة بكل معانيها، ويستهدف الأبرياء بلا تمييز. إنه شر يعبر عن رغبة عميقة في محو كل ما هو إنساني في نفوس الناس، في القضاء على أي بصيص أمل أو إحساس بالأمان.

هذا الشر لا يعرف الرحمة، ولا يعترف بأي قيم إنسانية أو أخلاقية. إنه شر يتغذى على الألم والمعاناة، ويتلذذ برؤية الدمار والخراب. ما يحدث في غزة ليس مجرد نزاع أو صراع، بل هو حملة إبادة تستهدف الوجود الإنساني بأسره في هذه البقعة الصغيرة من العالم.

أمام هذا الشر المطلق، يقف العالم في حالة من الصدمة والعجز، غير قادر على وقف هذه الجرائم المروعة. ومع كل يوم يمر، تتزايد أعداد الضحايا، وتزداد المأساة عمقًا، بينما يستمر الكيان الصهيوني في تنفيذ خططه البشعة دون أي رادع أو مساءلة حقيقية من القوى السياسية والنُخب الحاكمة !

ما يحصل في غزة هو وصمة عار على جبين الإنسانية، وتذكير دائم بقدرة البشر على ارتكاب أبشع الجرائم عندما يفقدون كل معاني الرحمة والإنسانية. إن التضامن مع الشعب الفلسطيني وإدانة الكيان الصهيوني لا يمكن أن يكون اختيارًا، بل يجب أن يكون التزامًا لكل من يؤمن بالعدالة وحقوق الإنسان. إنه واجب إنساني وأخلاقي وسياسي على الجميع أن يتحدوا في وجه هذا الظلم ويعملوا جاهدين لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام في غزة وفلسطين. 

"
أنا لن أحيد،
‏ لأني بكل إحتمال سعيد 
‏مماتي زفافٌ و محياي عيد 
‏سأرغمُ أنفكَ في كل حين 
‏فإما عزيزٌ و إما شهيد.
‏- أحمد مطر
"


(( يوسف  ))