فلنتامل باخطاء الاخرين اللذين واجهتهم عراقيل كثيرة في حياتهم ، سنكتشف ان سبب الاخطاء هو اما قلة خبرة او قلة ذكاء ، او السببين معا .
فالخبرة الصحيحة تاتي اما من خلال الوالدين والبيئة ، او من خلال التجارب الشخصية وتجارب الاخرين ، وقد تتسبب في نجاح الشخص في بعض الامور دون ان يكون ذكائه عالي ، ولكنه سيفشل في امور اخرى بسبب قلة ذكاءه ، حيث هنالك امور تحتاج الذكاء والخبرة معا ولا تكفيها الخبرة فقط.
اما الذكاء ، فمن الضروي صنعه في جميع افراد المجتمعات وليس بعضهم ، لكونه يجنب الشخص الوقوع في الاخطاء ويسرع من حصوله على الخبرات .
وصنع الذكاء يكون من خلال تمارين العقل الحسابية والمنطقية وغيرها ، فالعقل يحتاج للتدريب كسائر اعضاء الجسد ، تماما كما تحتاج العضلات للتدريب بهدف تقويتها ، فقد شاهدنا اناسا كثيرون ينساقون خلف مبادئ خاطئة مدمرة لحياتهم وحياة من حولهم ، والسبب انهم لايتاملون ولا يحللون تلك المبادئ للتاكد من صحتها ، نظرا لاعتيادهم على الحفظ والتطبيق الاعمى للمبادئ المتوارثة ، وليس الفهم .
ولكن لو تعلم كل فرد منذ ثمانون سنة على تحليل مايدور من حوله واستخدام عقله في تدبير امور حياته ، لكانت المجتمعات في وضع افضل بكثير ، بل قد يصلون الى القمر ، كما انه سيقل عدد المحتالون نظرا لاستخدامهم لذكائهم للحصول على الرزق الحلال بدلا من اللجوء للاحتيال .
وافضل مكان لتدريب العقل هو المدرسة ، ولكن ليس باسلوب المناهج المكثفة ومحتواها المعتاد ، حيث راينا نتائج ذلك الاسلوب طيلة الثمانون سنة الاخيرة ، حينما ركزت المناهج على خصائص الغابات والحشائش والفرق بين الفقاريات واللافقاريات ، وكذلك حينما ركزت على انواع الفلزات وثاني اكسيد المنجنيز ، وغيرها من المواضيع التي لاتمت للحياة العملية باي صلة والتي ارجعت المجتمعات للوراء ، لذلك يجب التركيز على صنع الانسان الذكي ذو الخبرة الصحيحة ، وليس صنع الانسان الذي يحفظ لتقديم الاختبار