أجرت «الأنباء» مقارنة بين عوائد مجموعة من السلع والمعادن والأسهم والعوائد المصرفية في الكويت والخليج والعالم خلال الستة أشهر الأولى من العام 2023، حيث تفوق العائد الحقيقي على الودائع المصرفية.

ففي حسبة الودائع، بلغ العائد في الكويت نحو 5%، لكنه أقل من عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عام البالغ 5.26%، كما نافسه العائد على الودائع بالدولار والعملات المحلية في دول الخليج، وبعض دول المنطقة التي رفعت الفائدة بنفس عدد مرات الرفع والنسبة التي رفع بها الاحتياطي الفيدرالي الفائدة منذ مارس 2022.

لكن عند احتساب العائد الحقيقي كانت هناك افضلية للكويت، حيث تراوح معدل التضخم السنوي عند مستويات أقل من 3% خلال الستة أشهر الماضية، بينما كان مستشريا في الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقد تتراجع تلك الميزة التنافسية مع تباطؤ وتيرة التضخم في تلك الاقتصادات، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة خلال يونيو الماضي 3.6% على أساس سنوي، في وقت يستهدف الاحتياطي الفيدرالي خفضه إلى المستوى المستهدف البالغ 2%، بينما ارتفع فيه التضخم في الكويت إلى 3.69% في مايو الماضي.

ورفع بنك الكويت المركزي الفائدة منذ مارس من العام الماضي 8 مرات بإجمالي 250 نقطة أساس إلى 4% مقابل رفع الاحتياطي الفيدرالي الفائدة خلال نفس الفترة 10 مرات بإجمالي 500 نقطة أساس إلى نطاق 5 - 5.25%.

أما من ناحية البورصات، فقد ارتفع مؤشر السوق الأول بالبورصة الكويتية خلال الستة أشهر الأولى من العام بنسبة 3.8% ليتخلف وبفارق كبير عن الارتفاعات التي حققتها مؤشرات الأسواق العالمية، وفي مقدمتها البورصات الأميركية، حيث صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 17% خلال نفس الفترة.

فيما قفز مؤشر ناسداك - الذي يقيس أداء كبرى شركات التكنولوجيا المدرجة في البورصات الأميركية - بنسبة 41% بدعم من الهوس بالذكاء الاصطناعي والذي انعكس تأثيره على الأسواق المالية خلال تلك الفترة، ولاحتساب العائد الكامل على الاستثمارات في الأسهم، تتم إضافة التوزيعات النقدية وأسهم المنحة إلى أداء السهم وتغير السعر، وهو ما يختلف من سهم لأخر.

وبالنسبة للمعادن، فقد تفوق الذهب، باعتباره من الاستثمارات الآمنة، على عائد الودائع لدى القطاع المصرفي الكويتي، حيث ارتفع سعر المعدن الأصفر 6.5% منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية يونيو الماضي.

وعلى صعيد الاستثمار في العملات الرقمية، قفز سعر البيتكوين، أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية بنحو 82.5% خلال النصف الأول من العام، وبفارق كبير عن عوائد أغلب الأصول وسط تزايد وتيرة اتجاه الجهات التنظيمية حول العالم إلى وضع إطار تنظيمي ورقابي للتعامل مع العملات المشفرة، وذلك رغم الانهيارات التي شهدتها شركات وبورصات تداول العملات المشفرة خلال نفس الفترة.