شدد رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية د ..محمد الجارالله على أهمية تعزيز مهارات الصحة الرقمية وجعلها أولوية لجميع منتسبي القطاع الصحي، داعيا إلى أن تكون محورا مهما للترقية وتبوؤ المناصب القيادية في قطاع الرعاية الصحية.

جاء هذا في كلمته التي ألقاها على هامش رعايته لمؤتمر على وسائل التواصل عن بعد تحت عنوان «تعزيز مهارات القيادة الصحية في ظل التحول الرقمي» وشارك به 500 طبيب استشاري من مختلف الدول العربية.

وبين أن الصحة الرقمية تتضمن العديد من المفاهيم المتداخلة والمتكاملة، والتي تبدأ بـ «الطب عن بُعد»، والذي يتمثل في العلاج عن بعد والجراحة عن بعد، ومن ثم الصحة عن بعد، بالإضافة إلى التثقيف الصحي، والتدريب الصحي، ثم ننتقل إلى الصحة الإلكترونية واستخدام الهاتف وغيره، لافتا إلى انه أخيرا ننتقل إلى المفهوم الشامل الأوسع وهو الصحة الرقمية وتتضمن كل ما سبق بالإضافة إلى إنترنت الأشياء أي الأنترنت الذي يتحكم في أي شيء مثل الروبوت الجراحي، واستخدام الذكاء الصناعي في الطب وغيره من الأدوات الإلكترونية الحديثة التي ترفع كفاءة النظام الصحي بجناحيه الوقائي والعلاجي وكذلك الإداري.

وأشار إلى أن الصحة الرقمية وعلوم الذكاء الصناعي مهمة في تطوير مختلف فروع الطب الإكلينيكي التشخيصية والعلاجية مع ضمان سلامة المريض وتقليل الأخطاء الطبية وحل معضلة التعقيدات الإدارية والدورة المستندية وتعزيز الشفافية لدى القياديين، مع الأهمية الكبرى لدورها في تعزيز الصحة وعلوم الصحة العامة والطب الوقائي، خاصة في تحسين مهارات القياديين لتطوير النظم الصحية ودعم الإدارة الحديثة والتخطيط الإستراتيجي وترشيد الميزانيات، والقيادة والحوكمة الرشيدة والبحوث الصحية وتحليل البيانات.

وأشار د.الجارالله إلى أن المؤتمر يضم عدة محاور رئيسية وهي «مهارات الاتصال الرقمي» وأهمية «وسائل التواصل الاجتماعي»، والحوكمة والإدارة الإستراتيجية باستخدام الصحة الرقمية، فضلا عن أهمية التحول الرقمي في الصحة ودورها في تعزيز صحة وسلامة المواطنين، وأهمية الصحة الرقمية في تحسين جودة الرعاية الصحية، وتحديد دور الصحة الإلكترونية في إعداد القادة، وأكد أهمية استخدام العلوم والتكنولوجيا الحديثة وبصفة خاصة العلوم الرقمية في ترسيخ المفاهيم الدينية ومخاطبة الشباب، داعيا جموع الأطباء للمشاركة في مؤتمر عالمي ضخم حول «الذكاء الصناعي والصحة الرقمية» وعلاقتهما بتعزيز المقاصد الخمس للشريعة الإسلامية لتأكيد التوافق والتناغم بين ديننا الإسلامي والعلوم الحديثة.