رئيس التحرير
جمال العامر
الاسواق العربية
  • الكويت 5,819.00 ▲ 14.74
  • السعودية 13,428.03 ▲ -35.06
  • قطر 14,012.07 ▲ -39.38
  • الأمارات 3,682.82 ▲ 20.00
  • البحرين 2,080.32 ▲ - 6.09
  • عمان 2422.04 ▲ 0.30%
  • الأردن 2,358.60 ▲ 0.00
اعلى الموقع

%70 خسائر المواطنين والمقيمين بالعملات الرقمية.. والحبل على الجرار

منذ سنة | 10584

%70 خسائر المواطنين والمقيمين بالعملات الرقمية.. والحبل على الجرار
اخبار محلية

 

مازال الانهيار الكبير في أسعار العملات الرقمية يجد له مكانا في أحاديث ديوانيات الكويت، إذ انقسمت آراء روادها بين 3 فرق كل يرى من منظوره الخاص، إلا أن رأي أصحاب التجربة الفعلية دائما ما يكون له مكانه في صدر المجلس، إذ أكدوا أن من دخل للاستثمار في تلك العملات خلال ديسمبر الماضي خسر ما متوسطه 70% من حجم استثماره، أي ان كل 1000 دينار تم استثمارها تبقى منها حاليا 300 دينار، وهو ما وضع المواطن في حيرة من أمره، هل يستمر في استثماره آملا في التعويض أم ينسحب ململما ما بقي من أموال؟

وما زاد من حيرة أصحاب التجربة الفعلية، رأي الفريق الثاني الذي اعتبر أن أسعارها المنهارة حاليا تعد فرصة مواتية للدخول في الاستثمار، ولكن بغرض التداول عبر التخارج مع أول فرصة ومن ثم معاودة الكرة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، خصوصا في ظل الارتدادات السعرية المتكررة منذ ديسمبر الماضي حتى الآن.

وجاء رأي الفريق الثالث بأن الدخول في العملات الرقمية هو أمر محفوف بالمخاطر دائما، خصوصا أنها هوت بمليارديرات «الكريبتو» بين ليلة وضحاها، انهارت معها منصات وشركات متخصصة كشفت عن وجود علاقات خفية بين اللاعبين الكبار في هذا السوق، وهو أمر يجعل حلم المواطنين الراغبين في الثراء محفوفا دائما بمخاوف فقدان رؤوس أموالهم، وأن الأجدى لهم هو الدخول في استثمارات تقليدية آمنة تحفظ قيمة الاستثمار وتحقق عوائد مقبولة بعيدا عن أحلام الثراء السريع.

«الأنباء» استطلعت آراء بعض المواطنين الذين دخلوا في استثمارات فعلية بذلك القطاع، الذين وصفوا الاستثمار بالعملات الرقمية بفقاعة أو وهم كبير، يلتهم الاستثمارات دون هوادة، وأن القرار النهائي بالخروج من الاستثمار بات أصعب من قرار بدئه، وجاءت آراء المواطنين كالتالي:

بداية، قال زايد العدواني (مواطن): بدأت الاستثمار في العملات الرقمية منذ عامين، وكان معظم استثماري يذهب إلى عملتي «الكاردانو» و«شيبا» بعد أن تعرفت عليهما من بعض الأصدقاء، وكذلك قرأت ما نشر في شأنهما، وكانت الآراء تشير حينها إلى أن الأرباح المتوقعة خيالية، وستشهد أعلى مستوى لها في سنوات عديدة، وأنها المستقبل القادم للتداول بديلا عن العملات الحالية التي ستحل محلها في المستقبل القريب.

وزاد: «وضعت مبلغا وصل حينها إلى 5 آلاف دينار للتداول على تلك العملات، إلا أنني فوجئت بهبوط مدو وصل إلى 70% من قيمة أموالي حيث وصلت حاليا إلى 1450 دينارا فقط أي خسر ما يصل إلى 3550 دينارا، ومازالت تتهاوى الأسهم وفي انحدار شديد، مما دفعني الى سحب الجزء المتبقي من أموالي وعدم الاستثمار بها مرة أخرى بعد اكتشافي أنها فقاعة ووهم كبير ووسيلة سريعة للخسارة وضياع الأموال كونها في الأساس وسيلة لتحقيق ربح سريع لكنها غير آمنة تماما ومخاطرها مرتفعة جدا.

حديث العدواني عن تلك العملات جاء متسقا أيضا مع أداء العملة الأشهر «بيتكوين» منذ ديسمبر الماضي، خصوصا أن من بدأ الاستثمار فيها بأول ديسمبر الماضي دفع أكثر من 57 ألف دولار كقيمة للوحدة منها، إلى أن قيمة تلك العملة في نوفمبر الماضي أي بعد ما يقرب من العام انخفضت دون الـ 16 ألف دولار ما يعني أن من استثمر فقد ما يقارب 72% من حجم استثماره في عام بعدما انخفضت أسعارها بأكثر من 41 ألف دولار، ومازال الحبل على الجرار.

وفي سياق متصل، يقول طلال ميرزا، (مواطن): بدأت الاستثمار في العملات الرقمية منذ عام واحد فقط، وقمت بالاستثمار في عملتي «البيتكوين» و«الايثيريوم» حيث تتمتعان بسمعة جيدة وقوية جعلت منهما الأشهر والأكثر تداولا، وهو ما بينه لي بعض الأصدقاء ووسائل التواصل الاجتماعي خاصة بعد مشاهدة عدد كبير من الفيديوهات حول كيفية التداول والشراء والبيع من خلال الاشتراك مع عدد من الصفحات خاصة على «التيليغرام» والتي كانت تبين وتوضح أفضل العملات وتقدم توقعات لما قد يحدث قريبا في سوق العملات الرقمية، وهذا الأمر قام بتشجيعي بالبدء في التداول عبر منصة «Binance» الأشهر في الشرق الأوسط.

وأضاف «استثمرت في البداية 1000 دينار ووضعتها استثمارا على أمل أن تتضاعف في القريب العاجل، إلا أنه خلال العام الحالي شهد سوق العملات الالكترونية هبوطا حادا ولم يتبق حاليا من مبلغ الاستثمار الذي بدأت به سوى 290 دينارا فقط أي ان الخسارة وصلت إلى ما يقارب 70% من اجمالي المبلغ الذي بدأت الاستثمار به، وهو ما يوضح أن هذا السوق مخاطره كبيرة جدا وسريعة ولا يمكن التوقع بها وهو ما يجعله استثمارا غير آمن بتاتا، ناصحا الجميع بالاستفادة من تلك التجربة والاستثمار في البورصة أو العقار أو الذهب وهي استثمارات آمنة نوعا ما مقارنة بالاستثمار بسوق العملات الالكترونية».

ويتسق حديث ميرزا مع أداء السوق وتحديدا منذ مايو الماضي إذ ظلت مؤشرات التداول «دامية اللون» بخسائر مستمرة وصلت لحد الانهيارات والإفلاسات في نوفمبر المنصرم، وسط توقعات بأن هناك مؤشرات أسوأ قد تصل إليها تلك العملات.

بدوره، قال سعيد القلاف إن الاستثمار في «الكريبتو»، هو أكبر وهم لمن يحلم بالثراء السريع لاسيما أن معظم المتداولين في هذا السوق خسروا معظم أموالهم وتبخرت في أشهر قليلة، وذلك يرجع للترنح الكبير والمخاطر التي لا حصر لها في سوق العملات الالكترونية.

وطالب القلاف الراغبين في الاستثمار الحقيقي بالبحث عن سبل أخرى غير العملات الرقمية، بشرط أن تتمتع بعنصرين رئيسيين هما الشفافية والأمان، إذ يعدان وجهين لعملة واحدة لاستثمار ناجح، مبينا أن سوق «الكريبتو» لا يتمتع بهذين العنصرين، ولا داعي للاستثمار به من الأساس.

ولم تكن خسائر المواطنين هي الأكبر، إذ إن شهر نوفمبر الماضي شكل مرحلة زمنية فارقة في تاريخ العملات الرقمية، إذ هوى بمليارديرات «الكريبتو» من علو بعدما كشف عن خسائر مدوية لمنصات وأسماء شكلت علامة فارقة في هذا القطاع.

وفي هذا الصدد، يقول أحمد سعد (مقيم): إن العملات الرقمية أخذت دورتها كـ «موضة»، وان المستثمر الذكي هو من ضخ أمواله في البدايات، ومن ثم قام بتسييل استثماره عندما وصلت إلى أعلى سعر لها، مبينا في الوقت ذاته أن الدخول في الاستثمار بها حاليا محفوف بمخاطر أكبر، خصوصا أن الانهيارات المتلاحقة للمنصات وأشهر المليارديرات ليست مؤشر عملية تصحيح تلقائية للأسعار، بل تشير إلى أن ما هو أخطر قادم لسوق العملات الرقمية.