انتهت الزيارة الخاطفة التي قام بها وفد ثلاثي من الكونغرس الأميركي الى بيروت، بتوجيه التهنئة للبنانيين بترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، ومن ثم اعادة التذكير بمشاريع القوانين الاصلاحية المطلوبة من صندوق النقد الدولي، وختمت بتحذير اللبنانيين من تحديات كثيرة خلال العام 2023، بعضها تكرار لما لوحت به مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى بربارا ليث، مع التركيز على الامن الغذائي الذي يجتاح العالم.
وعليه يتوجب على الساسة في لبنان بذل الجهود لوضع بلدهم على خارطة التعافي، بدءا من الشروع بحاربة الفساد، الذي حول لبنان الى مغارة.
وطبعا، انتخاب رئيس للجمهورية، كان المطلب الذي شدد عليه الوفد الاميركي باعتباره المفتاح السحري، لكافة الابواب اللبنانية المغلقة، ولكن كيف الوصول الى هذا المفتاح، ومعظم ابواب الازمة اللبنانية، صناعة خارجية، عصية على مفاتيح الداخل.
بالتأكيد مثل هذه الاسباب، تنتظر نتائج لقاءات واشنطن بين الرئيس الاميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون، حول الازمة اللبنانية ومكبلاتها الايرانية.
اما على مستوى الداخل اللبناني، فثمة حوار على غير مستوى، كشف النقاب عنه بين حزب الكتائب وبين حزب الله الذي سرب عبر جريدة «الأخبار» ان لقاء عقد بين عضو المكتب السياسي للحزب الحاج محمد الخنسا، وأحد نواب الحزب، وبين الأمين العام لحزب الكتائب فارس داغر، في بلدة الحدث على مشارف الضاحية الجنوبية، لكن حزب الكتائب نفى حصول اللقاء فيما ناشر الخبر أصر على صحته، ما يمكن الاستنتاج معه، بأن اللقاء قد يكون حصل لكن نتائجه الباهتة، لا تغري بالاعلان عنه.
«حوار» آخر، اشد حساسية، كشفت عنه، مصادر القوات اللبنانية، بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والقوات، وفيه ان الرئيس بري فتح خطا لمحاورة القوات، بهدف استمالتها لانتخاب سليمان فرنجية «وبلا جميلة جبران باسيل ونواب كتلته»، على امل خروج الرجلين سمير جعجع وفرنجية، باتفاق سياسي على غرار اتفاق معراب، بين القوات والتيار، بحيث تقدم القوات التغطية الميثاقية المسيحية لفرنجية، ويقدم فرنجية للقوات، فرصة المشاركة في السلطة.
وتقول جريدة «نداء الوطن» القريبة من القوات اللبنانية، ان الرئيس بري سعى الى الضغط على القوات في اتجاه التحالف مع فرنجية من خلال نقطتين: الاولى عبر تسويق بيار الضاهر، رئيس مجلس ادارة المؤسسة اللبنانية للارسال (ال بي سي) كمرشح وسطي للرئاسة، لزكزكة جعجع وتحفيزه على الاقدام نحو فرنجية بسبب ما بينه وبين الضاهر من خلافات ذات طبيعة شخصية، والثانية تتمثل بإعادة فتح ملف نقل تلفزيون لبنان مباريات كأس العالم 2018، من زاوية الشبهة المالية، على وزير الاعلام انذاك، النائب القواتي ملحم رياشي، بإظهاره متورطا بإخفاء نحو 5 ملايين دولار من أصل 10 ملايين، دفعت بدل النقل عبر تلفزيون لبنان والكابل، قياسا على العرض الذي تلقاه وزير الاعلام الحالي زياد المكاري وهو خمسة ملايين دولار فقط!
الوزير رياشي، نفى ما نسب اليه، وقال لا داعي للرد مكتفيا بالقول ظروف 2018 غير ما هي عليه اليوم.
وأمام هذه الحالة الداخلية الهشّة، ذهب المطران حنا رحمة، الى أبعد مما طالب به البطريرك بشارة الراعي من مؤتمر دولي لتحييد لبنان. رحمة لوح الى المطالبة بالذهاب الى البند السابع من ميثاق الامم المتحدة، وعندها يصبح لبنان تحت الوصاية الدولية.
المطران رحمة وصف النواب الذين يخرقون النصاب في جلسات المجلس الانتخابية، بالخونة والمأجورين، الذين لا يتجرأون على قول من هو مرشحهم، ليفعل فعلهم الآخرون.
وعلق مصدر سياسي على هذا الوضع بقوله: مؤسف ان نواب لبنان ليسوا أسياد انفسهم بمعظمهم، والشغور جلاب الشرور.