في الوقت الذي رفعت فيه الكويت قدرتها الإنتاجية للنفط لأعلى مستوى في

5 سنوات عند 3.133 ملايين برميل يوميا، لا تزال كلفة برميل النفط في البلاد آخذة في الارتفاع عاما تلو الآخر، إذ يعتبر هذا المؤشر غير مريح للاقتصاد المحلي خصوصا في حال انخفاضات أسعار النفط مثلما حدث خلال أزمة انتشار فيروس كورونا.

هذا الفارق الكبير بين تكلفة الإنتاج في الحقول النفطية الكويتية، رصدها تقرير ديوان المحاسبة الأخير، حيث كشف أن كلفة برميل النفط الكويتي بلغت 10.37 دولارات للبرميل خلال السنة المالية 2021 /2022، مقابل حجم انتاج فعلي بلغ 2.425 مليون برميل يوميا، ورصد التقرير استمرار زيادة تكاليف إنتاج برميل النفط عاما تلو الآخر نظرا لارتفاع التكاليف التشغيلية وزيادة إنتاج المياه والتوسع في استخدام تقنيات الرفع الاصطناعي للنفط من الآبار.

وكرصد تاريخي لكلفة برميل النفط في الكويت ذكر التقرير انه بلغ 9.53 دولارات خلال السنة المالية 2020 /2021 مقابل انتاج 2.446 مليون برميل يوميا، وفي السنة المالية 2019/2020 بلغ 9.08 دولارات مقابل انتاج بلغ 2.649 مليون برميل، فيما بلغ كلفة البرميل خلال السنة المالية 2018/2019 نحو 7.50 دولارات للبرميل مقابل انتاج بلغ 2.757 مليون برميل يوميا، وخلال السنة المالية 2017/2018 فإن كلفة البرميل قد بلغت 7.51 دولارات للبرميل مقابل انتاج فعلي بلغ 2.803 مليون برميل.

ويتضح من الارقام المذكورة آنفا ان كلفة برميل النفط قج شهدت زيادة بلغت بأكثر من 38% خلال الاعوام الخمسة الماضية او بنحو 2.86 دولار للبرميل.

وجاء في التقرير ان كلفة انتاج برميل النفط على الدولة من خلال قسمة إجمالي المصروفات التشغيلية مضافا اليها فوائد التمويل المستردة مقسوما على كميات الانتاج، حيث انتاج برميل النفط يأتي من شركتي نفط الكويت ونفط الخليج.

ويتبين ان الارتفاع المستمر في كلفة انتاج برميل النفط الواحد المحمل على الدولة نتيجة لنمو انشطة الشركات التابعة المسؤولة عن استكشاف وإنتاج النفط الخام وتوسع عملياتها وتقادم بعض المكامن وارتفاع نسبة المياه المصاحبة للإنتاج، الأمر الذي أدى الى زيادة الحاجة لمزيد من العمليات التشغيلية خصوصا تلك المتعلقة بالمحافظة على الانتاج وزيادته اضافة الى ارتفاع قيمة تكاليف التمويل المستردة التي يتم تحميلها على تكلفة انتاج البرميل.

هذا، فضلا عن أن تأخر المؤسسة في تشغيل مشاريعها وتنفيذ خطتها الرأسمالية أدى الى ارتفاع التكاليف وعدم تحقيق القدرة الانتاجية المتوقعة، الأمر الذي يؤثر على عوائد المؤسسة ورفع تكلفة انتاج البرميل.

وكان لافتا رصد التقرير ان القدرة الانتاجية للكويت شهدت زيادة كبيرة خلال السنوات الخمس الماضية إذ ارتفعت القدرة من 3.095 ملايين برميل يوميا خلال السنة المالية 2017/2018 إلى 3.133 ملايين برميل بنهاية العام الماضي، وذلك بزيادة بلغت 38 الف برميل، رغم انخفاض الإنتاج الفعلي للكويت عن القدرة الانتاجية نظرا لالتزام الكويت بحجم انتاج وفق الحصص المقررة لتحالف (أوپيك+)، وبلغ حجم الانتاج الفعلي للكويت خلال السنة المالية الماضية 2.425 مليون برميل يوميا بفاقد بلغ 708 آلاف برميل، وهو الاعلى خلال السنوات الخمس الماضية.

وتفصيليا، بلغ اجمالي انتاج الكويت الفعلي في السنة المالية 2020/2021 نحو 2.446 مليون برميل يوميا مقارنة مع قدرة انتاجية بلغت 2.794 مليون برميل يوميا بفاقد بلغ 417 ألف برميل، فيما بلغ فاقد الانتاج في السنة المالية 2018/2019 نحو 338 ألف برميل يوميا مقابل انتاج فعلي بلغ 2.757 مليون برميل وقدرة انتاج بلغت 2.897 مليون برميل.