ذكرت وكالة بلومبيرغ الإخبارية ان مشتريات البنوك المركزية من مختلف دول العالم من سبائك الذهب بلغت 399 طنا في الربع الثالث من عام 2022، وهو ما يعادل ضعف الرقم القياسي السابق تقريبا.

وأشارت الوكالة إلى ان أداء دول مجلس التعاون الخليجي المصدرة للنفط فيما يتعلق بشراء سبائك الذهب خلال أزمة الطاقة في العام الحالي لم يكن موازيا لأداء دول قليلة أخرى تفوقت عليها، برغم المكاسب المالية الضخمة وغير المتوقعة التي حصدتها كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في حين قامت بعض هذه الدول بضخ السيولة في استثمارات بالأصول الأجنبية من خلال صناديق الثروة السيادية العائدة لها.

وبررت الوكالة هذا التوجه بانه قد يكون نتيجة اعتبار الذهب واحدا من أغراض تنويع المحافظ والأصول الاستثمارية. وتملك المملكة العربية السعودية أكبر مخزون من الذهب في العالم العربي، لكنها لم تبلغ عن أي تغيير في مقتنياتها منذ عام 2010. وفي ذلك الوقت أدى «الاختلاف في المحاسبة» إلى مضاعفة احتياطياتها إلى 323 طنا.

ونقلت الوكالة عن مجلس الذهب العالمي قوله ان مؤسسات محددة ومعروفة ابتاعت كميات من السبائك تقل عن الربع بقليل، الأمر الذي أثار التكهنات حول هويات باقي المشترين الغامضين.

وفي حين تبلغ معظم البنوك المركزية صندوق النقد الدولي بمشترياتها من الذهب لتعزيز احتياطياتها من العملات الأجنبية، فإن جانبا آخر من البنوك يميل إلى التكتم والسرية.

وفي هذا السياق، نقلت بلومبيرغ عن الرئيس التنفيذي لشركة ميتالز ديلي المتخصصة في أبحاث ومتابعة المعادن الثمينة روس نورمان قوله: «نظرا لحجم المبيعات الضخم فقد شعرت بالدهشة بعض الشيء من أن حركة شراء الذهب لم تكن ضعيفة».

وقالت الوكالة ان مجلس الذهب العالمي يعتمد على بيانات من شركة Metals Focus Ltd. لإصدار تقديراته، كما يعتمد بدوره على مجموعة من البيانات العامة وإحصاءات التجارة والبحوث الميدانية لتوفير أرقام العرض والطلب من مختلف قطاعات سوق الذهب.

في حين أنه من الصعب تحديد الحيتان وكبار المشترين في سوق الذهب العالمي، إلا أن بعض البنوك المركزية فقط لديها القدرة على مثل هذه المشتريات، فقد اعتبرت دولا مثل روسيا والهند والصين من كبار المتعاملين بالمعدن النفيس، ولكن الأخيرة على سبيل المثال لا تكشف عن كمية الذهب التي يشتريها البنك المركزي الصيني.

ولكنه في عام 2015، أماط اللثام عن قفزة تقارب 600 طن في احتياطياته من السبائك، مما صدم مراقبي السوق بعد 6 سنوات من الصمت. كما تشير أرقام إلى انها اشترت حتى هذا الوقت من العام الحالي 902 طن من الذهب.

وبالمقابل تعتبر روسيا ثاني اكبر منتج للذهب في العالم، حيث تنتج نحو 300 طن سنويا، وتقوم بتصديره الى مراكز التداول العالمية في لندن ونيويورك ودول آسيوية.

أما الهند فقد ابتاعت في عام 2009 أكثر من 300 طن من الذهب من صندوق النقد الدولي، وتقوم بشراء المزيد بصورة تدريجية.