في وقت تسعى شركة البترول الوطنية الكويتية بخطوات حثيثة إلى تعزيز الدور الريادي للكويت في الصناعة النفطية، من خلال دخول أسواق عالمية جديدة عبر طرح منتجاتها النفطية عالية الجودة، بقدرات تنافسية عالية، بما يحقق أكبر قيمة مضافة لهذه المنتجات، ويساهم في دعم اقتصاد الدولة، فقد دخلت «البترول الوطنية» فعليا مرحلة جني ثمار مشروع الوقود البيئي في مصفاة ميناء الأحمدي، وقد صدرت الشركة في الثالث من شهر أغسطس 2022 أول شحنة من منتج الجازولين (وقود السيارات) منخفض الكبريت، ومنخفض المركبات العطرية المطابق لأحدث المعايير والمواصفات البيئية العالمية إلى الأسواق الآسيوية وبلغت حمولتها 35 ألف طن، من إنتاج مصفاة ميناء الأحمدي، بالتعاون والتنسيق مع قطاع التسويق العالمي بمؤسسة البترول الكويتية.
وللوقوف على أهمية هذه النقلة النوعية وأصداء هذا الحدث، وآلية التنسيق والتعاون بين الطواقم المعنية، ومعدل شحنات التصدير، وخطط الوصول إلى الأسواق الأوروبية وغيرها من الأسئلة، كان لـ «الأنباء» لقاء مع مدير دائرة الخدمات الفنية في مصفاة ميناء الأحمدي عبدالله العجمي.. وفيما يلي التفاصيل:
كيف تعاملتم كطواقم عمل في مصفاة ميناء الأحمدي وفي شركة البترول الوطنية الكويتية بشكل عام مع تصدير الشحنة الأولى من وقود السيارات الذي تم في الثالث من أغسطس 2022؟
٭ كان هناك تعاون وتكامل تام بين جميع أفراد منظومة العمل في شركة البترول الوطنية للوصول إلى الهدف المطلوب، وشمل هذا التعاون مختلف الدوائر في مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله، وقد انطلقنا من هذه القاعدة الصلبة إلى البدء بتصدير منتجات نفطية عالية الجودة إلى الأسواق العالمية، وقد حظي هذا الحدث بمتابعة مستمرة على مدار الساعة من قبل الإدارة العليا بالشركة، والتي حرصت على تقديم كل أشكال الدعم أثناء عملية تجهيز الشحنة.
ما أصداء هذا الحدث على مستوى مؤسسة البترول الكويتية و«البترول الوطنية»؟
٭ يترجم مشروع الوقود البيئي بشكل عام رؤية الكويت الجديدة والتي من ضمن أهدافها تعزيز الاقتصاد الكويتي، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، ومما لا شك فيه أن إنتاج مشتقات نفطية نظيفة صديقة للبيئة تتوافق مع المواصفات العالمية يحقق هذا الهدف، لذا فقد نال هذا الحدث اهتماما كبيرا من جانب الإدارة العليا في المؤسسة والشركة.
كيف تلقت الأسواق العالمية خبر تصدير أول شحنة كويتية من الوقود النظيف؟
٭ لقد تلقته بإيجابية كبيرة، حيث إن منتجات مشروع الوقود البيئي تلبي متطلبات الأسواق العالمية الآسيوية منها والأوروبية بوصفها مشتقات نفطية نظيفة تتوافق مع المعايير والاشتراطات البيئة الحديثة المعمول بها في هذه الأسواق المحلية والعالمية.
هل ستنتظم هذه الشحنات؟ وكم سيبلغ معدل كمية الشحنة الواحدة؟
٭ تعتمد القدرة التصديرية على وحدات مشروع الوقود البيئي ومخططات الصيانة لهذه الوحدات المنتجة للمركبات الداخلة في منتج الجازولين، ففي الوضع الحالي بالإمكان تصدير شحنة إلى شحنتين حمولتهما نحو 25 إلى 35 ألف طن شهريا من الجازولين (وقود السيارات)، من مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله.
حدثونا عن أوجه التعاون والتكامل ما بين مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله في تحقيق مثل هذه الإنجازات؟
٭ التنسيق دائم ومستمر مع مصفاة ميناء عبدالله لنقل المواد الوسيطة لإنتاج الجازولين، والمراقبة الدقيقة لمعدات الخلط والإنتاج، وقد توجت «البترول الوطنية» جهودها بتحقيق هذه النتيجة التي تضاف إلى رصيدها وتعزز من دورها ومكانتها إقليميا وعالميا، وتمتلك الشركة قدرات كبيرة على التخطيط لتذليل كافة العقبات والتحديات المستقبلية، وقد نجحت مصفاتا ميناء الأحمدي وميناء عبدالله بإنتاج الجازولين (وقود السيارات) منخفض الكبريت، بالتزامن مع زيادة الطلب العالمي على المنتجات الصديقة للبيئة والبحث عن مشتقات نفطية ذات محتوي كبريتي منخفض.
ما الأسواق العالمية المرشحة لاستيراد منتجات «الوقود البيئي» بعد التشغيل الكامل لهذا المشروع العملاق؟
٭ هذا يتعلق بالجهات المستهدفة حيث يوجد عدد من الوجهات المستهدفة عالميا بسبب تنامي الطلب على الجازولين بعد الأزمات الأخيرة التي عصفت بالعالم، وتنامي الطلب على هذا المنتج، خصوصا في جنوبي شرق آسيا وأوروبا، إضافة إلى أن الطلب على الجازولين (وقود السيارات) مرتفع عالميا.
والجدير بالذكر أن قطاع التسويق العالمي بمؤسسة البترول الكويتية يبذل جهودا مستمرة من أجل التوسع في إيجاد منافذ جديدة لبيع منتجاتنا في الأسواق العالمية، وهو ما يعود بالنفع على اقتصادنا الوطني.
هل لديكم خطط للوصول إلى الأسواق الأوروبية في هذا التوقيت بالذات في ظل الحاجة الشديدة للمنتجات البترولية بعد أن ألقت الحرب الروسية على أوكرانيا بتبعاتها على هذه الأسواق؟
٭ منتج الجازولين منخفض الكبريت يعتبر من أهم منتجات المصافي في كل أنحاء العالم، وقد تزايد عليه الطلب عالميا خلال السنوات الماضية، وبعد تشغيل مشروع الوقود البيئي أصبح لدينا فائض من هذا المنتج، وبالتالي تمت مناقشة ودراسة إمكانية تصدير الكميات الفائضة، مع الأخذ بعين الاعتبار هامش الربح الذي نحققه من عملية التصدير.
ما آلية التنسيق بين الشركة وقطاع التسويق العالمي في مؤسسة البترول الكويتية لبيع منتجات الوقود البيئي بمواصفاتها الجديدة؟
٭ الجهة المعنية في هذا الصدد هي قطاع التسويق العالمي في مؤسسة البترول الكويتية، حيث إن المؤسسة هي الجهة المعنية بالتفاوض وإبرام أفضل الصفقات تبعا للأسعار في الأسواق العالمية.
ما الطاقة الإنتاجية للوقود البيئي في مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله؟
٭ تتمثل أهمية المشروع في توسيع وتطوير مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي ليكونا مجمعا تكريرا متكاملا بطاقة إجمالية تبلغ 800 ألف برميل يوميا، وهذا الحدث يعتبر نادرا على مستوى العالم، بل إن هذا المشروع هو نقلة نوعية لمكانة الكويت في صناعة تكرير النفط العالمية، وتوفير فرص عمل للشباب الكويتي، وهذا يسهم بشكل فعال في تعزيز الاقتصاد الكويتي، وتكمن الفائدة من هذا المشروع في أن منتجاته تتوافق مع المواصفات العالمية، ما يعني انخفاضا كبيرا في محتوى أكاسيد النيتروجين والكبريت والملوثات الأخرى التي تطلق في الهواء، وبالتالي الحد من التأثيرات السلبية على البيئية.
هل توجد صعوبات لوجستية تعترض تحميل البواخر بهذه المنتجات؟ إذا كان الجواب نعم كيف تتغلبون على هذه العقبات والتحديات؟
٭ شركة البترول الوطنية نجحت في تجاوز وتخطي جميع العقبات والتحديات، وقد بدأت بالتشغيل الآمن والفعال والمستقر لوحدات مشروع الوقود البيئي، وكان هنالك تحديات تتعلق بموانئ التصدير، وأهمها التدقيق على خطوط التصدير والمعدات الخاصة بالعزل اللازم والمتابعة المستمرة لها، إضافة إلى التنسيق مع مصفاة ميناء عبدالله لنقل المواد الوسيطة لإنتاج الجازولين، والمراقبة الدقيقة لمعدات الخلط والإنتاج.
على المدى البعيد، هل توجد خطط للتوسع في كميات الإنتاج؟
٭ القدرة التصديرية تعتمد على وحدات مشروع الوقود البيئي ومخططات الصيانة لهذه الوحدات المنتجة للمركبات الداخلة في منتج الجازولين، ويمكن أن تكون هناك خطط للتوسع مع مشروع الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبيك).
كيف تقيمون إسهامات الكوادر الوطنية في تحقيق هذا التقدم على مستوى أعمال الشركة؟
٭ كان بالطبع للكوادر الوطنية دور كبير في العمل على التخطيط لإنتاج المشتقات النفطية المطابقة للمواصفات العالمية والتنسيق مع قطاع التسويق العالمي بمؤسسة البترول الكويتية لتصدير المشتقات حسب هامش الربح، وأيضا المحافظة على إمداد التسويق المحلي بالمشتقات النفطية الكافية لسد حاجة الاستهلاك داخل الدولة.
تصدير شحنة ثانية من وقود السيارات من مصفاة «الأحمدي»
أعقب الشحنة الأولى للمرة الثانية على التوالي، في أقل من 15 يوما، تحميل شحنة ثانية من منتج الجازولين (وقود السيارات)، من مصفاة ميناء الأحمدي في الـ 3 من أغسطس 2022، وبلغت حمولة هذه الشحنة نحو 35 ألف طن من وقود السيارات منخفض الكبريت ومنخفض المركبات العطرية المطابقة لأحدث المعايير والمواصفات البيئية العالمية، وقد تم تحميلها من الرصيف رقم 4 على مدار يومي 15 و16 أغسطس على متن السفينة (GREAT EPSILON).