هل فكرت يوماً في زيارة بلد ما، لتجرب ما يشتهر به من طعام؟، إذا كانت الإجابة نعم، فلا بد أنك زرت أو تخطط لزيارة تركيا، حيث باتت سياحة الطعام تجتذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
من الكباب والشواء والمأكولات البحرية، إلى البقلاوة وغيرها من أشهى أنواع الحلويات، أصبحت المطاعم التركية المنتشرة في كافة ولايات البلاد، تتفنن في تقديم الآلاف من الأطباق اللذيذة والمميزة والفريدة من نوعها.
إرث ثقافي وحضاري متعدد القوميات والأعراق، يستمد منه المطبخ التركي تنوعه وغناه، فباتت كل ولاية من ولايتها الـ 81 تمتلك طابعها الفريد والخاص في أطباق الطعام المختلفة الموجودة على موائدها.
إيرادات مليارية
وفيما أولت تركيا القطاع السياحي اهتماماً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، احتلت سياحة الطعام مكانة كبيرة في صميم هذه الجهود، وتشير إحصائيات إلى أكثر من 150 ألف مطعم منتشر في كافة أنحاء البلاد.
وبحسب موقع ستاتيسا، فإن عائدات قطاع «المطاعم وخدمات الطعام المتنقلة» ارتفع من 3.41 مليار دولار في 2011، إلى 11.35 مليار دولار في العام الماضي.
ووفقاً للإحصائيات التي نشرها الموقع، فمن المتوقع أن تصل عائدات القطاع إلى 12,19 مليار دولار في 2022، و13.46 مليار دولار في 2023.
قوة دبلوماسية
لم يقف نجاح المطبخ التركي عند حدود بلاد الأناضول، بل أصبحت المطاعم التركية منتشرة بكثافة في العديد من الدول، الأمر الذي اعتبرته أمينة أردوغان زوجة الرئيس التركي «قوة دبلوماسية».
وفي تصريحات سابقة لها، قالت أمينة أردوغان أن دبلوماسية الطعام تعد من القوة الناعمة للدول، مشيرة إلى أن افتتاح المطاعم التركية في المدن الكبرى حول العالم، يرفع راية البلاد.
وأكدت أن العالم أجمع يعرف المطبخ التركي، حيث أصبح يعد في قائمة الأوائل عالميا، مضيفة أن حدود المطبخ التركي واسعة وقديمة جدا، وتعود لآلاف السنين.
طهاة عالميون
وبرز خلال السنوات الماضية عدد من الطهاة الأتراك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحولوا إلى نجوم عالميين، وبات يتردد على مطاعمهم عدد كبير من مشاهير السياسة والرياضة والفن، من مختلف الدول، الأمر الذي شكل دعماً إضافياً لسياحة الطعام في تركيا.
ومن بين هؤلاء الطهاة، يعتبر بوراك أوزديمير من الأوائل الذين حققوا شهرة وانتشاراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تجاوز عدد متابعيه على انستغرام نحو 37 مليوناً.
ذاع صيت بوراك كطاه مبتكر، وحقق شهرة عربية وعالمية، مستفيداً من الفيديوهات التي كان يصورها لطريقته الاستعراضية في طهي الطعام بأحجام وكميات كبيرة.
ورث بوراك مهنة الطبخ عن أبيه وجده، إذ بدأ بمزاولتها منذ أن كان عمره 16 عاماً، وتمتلك عائلته سلسلة مطاعم في تركيا أشهرها مطعم المدينة في إسطنبول.
اشتهر أيضاً اسم نصرت غوكشيه، كطاه عالمي يعرف بــ «شيف الملح»، حيث اشتهر عالمياً بطريقة رشه للملح على الطعام، لا سيما قطع اللحم، كما تضج صفحاته على مواقع التواصل بصور لحضور شخصيات عالمية عديدة لتناول الطعام في أحد مطاعمه.
نصرت الذي يمتلك سلسلة من المطاعم الفاخرة، أنشأ أول مطعم له في إسطنبول سنة 2010، ثم توسع بعد شهرته، فافتتح فروعاً في عدة دول حول العالم.