بينما كانت الطائرة تقله وعائلته من مطار بغداد نحو بريطانيا، هرباً من بطش نظام صدام حسين، لم يكن ناظم الزهاوي ليتخيل، أن تلك هي البداية لسياسي ناجح، سيكون يوماً من الأيام مرشحاً لرئاسة الحكومة البريطانية.
لم يكن طريق الزهاوي مفروشاً بالورود، قبل أن يحقق ما هو عليه من نجاح الآن، فقد انهارت أعمال والده التجارية بينما كان يستعد لإكمال دراسته الجامعية، الأمر الذي شكل تهديداً فعلياً على مستقبله المهني.
مع تدهور وضع عائلته المادي، لجأ للعمل كسائق لسيارة أجرة ليكسب قوت يومه، لكن والدته كانت مصرة على أن يكمل تعليمه الجامعي، فرهنت مجوهراتها في سبيل تحقيق ذلك.
نقطة الانطلاق
التحق الزهاوي بعد ذلك بكلية لندن الجامعية، حيث درس الهندسة الكيميائية، لكنه ما لبث أن توجه نحو العمل التجاري، فأسس شركة متخصصة ببيع منتجات تتعلق ببرنامج «تيليتابيز» المعروف للأطفال، وشكل ذلك نقطة انطلاق لمسيرة ناظم السياسية، حيث تعرف على عدد من أبرز زعماء وشخصيات حزب المحافظين.
عام 2010، فاز الزهاوي بمقعد في مجلس العموم البريطاني، وتم تعيينه في العام 2018 وزيراً للتعليم، وذلك خلال حقبة رئيسة الحكومة البريطانية السابقة تيريزا ماي.
وعند وصول بوريس جونسون إلى رئاسة الحكومة عام 2019، تولى الزهاوي وزارة شؤون الأعمال، قبل أن تتم تسميته خلال ذروة تفشي جائحة كورونا في بريطانيا، وزيراً للقاحات، فأصبح مسؤولاً عن خطة البلاد لنشر اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
رجل المهمات الصعبة
نجحت جهود الزهاوي في إطلاق أحد أضخم برامج التطعيم وأسرعها على مستوى العالم، الامر الذي ساهم في رفع أسهمه بشكل كبير في الساحة السياسية البريطانية.
بعد ذلك تم تكليفه بوزارة التعليم، ليواجه تحدياً كبيراً آخر، تمثل في الإشراف على عودة الطلاب إلى دراستهم، بعد انقطاعهم لعدة أشهر على إثر قيود كورونا.
وبعد استقالة ريشي سوناك من منصبه كوزير للمالية الأسبوع الماضي، تولى الزهاوي المهمة بدلاً عنه، لكن استقالة جونسون غيرت مجرى الأمور، ووضعت مسيرة الزهاوي السياسية على مفترق طرق.
خلافة جونسون
ومع استعداد حزب المحافظين لاختيار خليفة جونسون في رئاسة الحكومة البريطانية، برز عدد من المرشحين، كان ناظم الزهاوي من بينهم، متسلحاً بنجاحاته السابقة في المهام التي أوكلت إليه خلال السنوات الماضية.
وسيحتاج كل من المرشحين الى تأييد ما لا يقل عن عشرين نائبا في مجلس العموم لقبول ترشحهم، والتصويت النهائي مفتوح فقط لأعضاء الحزب، ومن المنتظر أن يعرف اسم رئيس الوزراء الجديد في الخامس من سبتمبر القادم..