رئيس التحرير
جمال العامر
عاجل
الاسواق العربية
  • الكويت 5,819.00 ▲ 14.74
  • السعودية 13,428.03 ▲ -35.06
  • قطر 14,012.07 ▲ -39.38
  • الأمارات 3,682.82 ▲ 20.00
  • البحرين 2,080.32 ▲ - 6.09
  • عمان 2422.04 ▲ 0.30%
  • الأردن 2,358.60 ▲ 0.00

ما هي «هيئة المُحلّفين» التي انتصرت لجوني ديب؟

منذ سنتين | 471

ما هي «هيئة المُحلّفين» التي انتصرت لجوني ديب؟
اخبار عالمية

 أسدلت هيئة المحلفين المدنية الأميركية في فيرجينيا، المؤلفة من سبعة أشخاص، الستار أخيراً على «محاكمة القرن الفنية» في قضية التشهير التي رفعها النجم العالمي جوني ديب ضدّ زوجته السابقة آمبر هيرد، مصدرة حكمها النهائي لمصلحة الممثل الأميركي، في بث مباشر شاهده أكثر من 3.4 ملايين شخص.

بعد 6 جلسات من الاستماع و13 ساعة في غرفة المداولة قبل إصدار الحكم، وجدت هيئة المحلفين أن كلاً من آمبر هيرد وزوجها السابق نجم هوليوود جوني ديب مسؤولان عن التشهير في دعاوى قضائية ضد بعضهما البعض، وحكمت لديب بتعويض قدره 10 ملايين دولار، وتعويضات تأديبية قدرها 5 ملايين دولار، مقارنةً بمبلغ 50 مليون دولار الذي طلبه محاموه. فيما حصلت هيرد بموجب الحكم على تعويضات عن الضرر قدرها مليونا دولار، وبدون تعويضات تأديبية، مقارنةً بمبلغ 100 مليون دولار الذي طلبته في الدعوى المقابلة لدعوى ديب.

عند النطق بالحكم، أغمضت هيرد عينيها، وكأنها كانت تتوقع ان تنتصر هيئة المحلفين لزوجها السابق الذي حصد تعاطفاً جماهيرياً جارفاً. غير أن الأمور لا تسير على هذا النحو، وحُكم هيئة المحلفين جاء مختلفاً تماماً عن النقاش العام الدائر، لا سيما أن أفرادها يكونون منعزلين تماماً عن متابعة الأخبار المتعلّقة بالقضية، ومنعزلين أيضاً عن بعضهم، بمعنى أنه لا يحق لهم مناقشة القضية مع بعضهم البعض خارج قاعة المحكمة، إلا خلال المداولات النهائية قبل النطق بالحُكم.

وفي القانون الأميركي، فإن الحكم النهائي هو النتيجة التي تتوصل إليها هيئة المحلفين بشأن الأسئلة المتعلقة بالوقائع المقدّمة إليها حول القضية.

 

وبعد استماعها إلى أكثر من 100 ساعة من الشهادات إجمالاً، فضلا عن عشرات الشهود بما في ذلك شهادة حية من جوني ديب وآمبر هيرد، وجدت هيئة المحلفين أن هيرد قد شوهت سمعة نجم سلسلة أفلام «قراصنة الكاريبي»، عندما أشارت إلى أنه أساء معاملتها في مقال رأي عام 2018 بصحيفة واشنطن بوست. وأيدت الهيئة في المقابل واحدة من دعاوى هيرد الثلاث في دعوى مضادة بقيمة 100 مليون دولار ضد ديب ومحاميه، اللذين وصفا مزاعمها الأصلية في عام 2016 بأنها «كمين» و«خدعة».

وبمجرّد أن تتلقى المحكمة هذه النتيجة، يُصدر القاضي حكمه بناءً على توصيات الهيئة. فدور القاضي في الولايات المتحدة، يقتصر على إدارة الجلسة فقط؛ أما مصير المدّعي والمدّعى عليه، فهو مرهون بقرار أعضاء هيئة المحلفين الذين لم يدرسوا القانون أبداً، ويتمّ اختيارهم من عامة الشعب ويطلق على الهيئة هذه التسمية لقيام أفرادها بحلف اليمينِ، قبلَ سماعهم الدعوى وإصدار قرارهم فيها.

وتلعب هيئة المحلفين دوراً مهماً في النظام القضائي، حيث تتم الاستعانة بها لضمان أن تكون الأحكام القانونية نزيهة ومتوافقة مع معايير المجتمع، ويُعتبر عمل المُحلف مجانياً. لكن يمكن لبعض الأفراد المطالبة بنفقات خاصة للتنقل.

والهيئة ليست معينة في المحكمة وتتغير مع كل قضية، ويتم اختيار أعضائها بشكل عشوائي بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين أو القومية والانتماء السياسي.

  كيف يتم اختيار هيئة المحلفين؟

اختيار اعضاء هيئة المحلفين يتم وفق مجموعة أسس وقواعد وأبرزها:

◄ مواطنون أميركيون يقيمون في منطقة اختصاص المحكمة.

◄ تكون أعمارهم ما بين 21 و60 عاماً.

◄ لديهم قدرة مالية كي لا يكونوا عرضة للرشوة.

◄ حياديون ولا تربطهم بالمدعي أو المدعى عليه أية علاقة.

◄ يُختارون عشوائيا من الشعب ويخضعون لاختبارات للتأكد من حياديتهم.

◄ الخدمة في هيئة المحلفين إلزامية، للأفراد المؤهلين.. وعملهم مجاني.

◄ يجب على المحلف أن يكون سجّله العدلي نظيفاً ويتمتع بحُسن السير والسلوك.

◄ يخضع المُحلّف لاستجواب من قبل القاضي والادعاء والدفاع.. ويمكن الطعن به.

  عدد أعضاء الهيئة

يختلف العدد بحسب الدولة، ففي الولايات المتحدة مثلاً تكون بين 6 و12 محلفاً، وفي بريطانيا 12 محلفا، وفي البرازيل 7، وفي النرويج 10. أما هيئة المحلفين الكبرى فدورها يقتصر بشكل شبه حصري على المحاكم الفدرالية، وهي ليست مفتوحة أمام الجماهير، وعادة ما تكون أكبر من هيئة المحلفين الصغيرة، ويكون فيها بين 12 و23 محلفاً، ومهمتها النظر فيما إذا كانت هناك أدلة كافية للمُضي قُدماً في محاكمة جنائية.  

 جوني ديب: أعيدت لي الحياة

وصف نجم هوليوود جوني ديب هيئة المحلفين في قضيته بأنها «أعادت الحياة» له بالحكم الذي أصدرته. وقال: «منذ البداية، كان الهدف من رفع هذه القضية هو الكشف عن الحقيقة، بغض النظر عن النتيجة». وتابع: «قول الحقيقة كان شيئًا أدين به لأولادي ولكل أولئك الذين ظلوا ثابتين في دعمهم لي، أشعر بالسلام لأعلم أنني قد أنجزت ذلك أخيرًا». وأضاف: «تم توجيه ادعاءات كاذبة وخطيرة إليّ عبر وسائل الإعلام، وعلى الرغم من عدم توجيه أي اتهامات ضدي، كان لتلك الادعاءات أثر مثل الزلزال على حياتي ومسيرتي المهنية».

وذكر: «أود أن أشيد بالعمل النبيل الذي قام به القاضي والمحلفون وموظفو المحكمة، الذين ضحوا بوقتهم للوصول إلى هذه النقطة، وإلى فريقي القانوني الدؤوب والثابت الذي قام بعمل استثنائي في مساعدتي الحقيقة»، واختتم: «لم يأتِ الأفضل بعد وبدأ فصل جديد أخيرًا».

آمبر حزينة: الحكم نكسة للمرأة

أعلن المتحدث باسم أمبر هيرد أمس أنها تخطط لاستئناف القرار، الذي أصدرته هيئة المحلفين ضدها. وكانت آمبر هيرد قالت إنها «حزينة» بسبب الحكم، مضيفة أنه يمثل «نكسة للمرأة»، وأضافت: «خيبة الأمل التي أشعر بها اليوم تفوق الكلمات، لأن جبل الأدلة لا يزال غير كافٍ للوقوف في وجه القوة والتأثير والسيطرة غير المتكافئة لزوجي السابق».

وتابعت: «الحكم مثل النكسة، ويعيد عقارب الساعة إلى الوراء إلى وقت يمكن فيه أن تتعرض المرأة التي تتكلم وتتحدث علانية للعار والإهانة، إنه يعيق فكرة أن العنف ضد المرأة يجب أن تؤخذ على محمل الجد».

هل أحكامها عادلة؟

تنقسم الآراء حول مدى جدارة هيئة المحلفين، وما إذا كان هذا النظام القضائي عادلاً أم لا. ويرى البعض أن أفراد الهيئة عاديون وغير قادرين على استيعاب أدلة الطب الشرعيّ وكل حيثيات القضية، فيما يرى آخرون أن وجودهم ضروري لضمان فصلٍ مهم للسلطات، لأنه من الخطرِ أن يوضعَ مصير المُتهم بيدِ شخصٍ واحد فقط. كما ان سوء فهم او استيعاب الأدلة من قبلهم نتاج ضعف الاستجواب القانوني للادعاء او محامي الدفاع.

ويُظهر تقرير لوزارة العدل البريطانية عام 2010، بعد البحث الدقيق في أكثر من نصف مليون قضية، أن هيئات المحلفين عادلة وفعالة، ولم تظهر أيّ تحيُّزٍ عنصري ولم تكن لدى أفرادها أحكام مُسبقة إلا في أقلّ من %1 من القضايا.

كاميل فاسكيز.. محامية ديب التي سحرت الجماهير

خطفت محامية جوني ديب، الشابة كاميل فاسكيز، الأضواء في جلسة النطق النهائية، وهي تحتفل بفوزها بقضية العمر التي دفعتها إلى الشهرة. ونجحت فاسكيز في كسب القضية لمصلحة موكلها.

المحامية الشابة بدأت طريقها إلى الشهرة، عندما اختارتها شركة براون رودنيك القانونية الدولية الكبرى التي تعمل معها، لتشكل فريقاً للدفاع عن ديب، بناءً على خبرتها في دعاوى التشهير والتقاضي بشأن العقود. وسرعان ما أصبحت مصدر جذب للانتباه على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أشاد روادها بذكائها، فيما حصدت مقاطع فيديو لها مشاهدات عالية، وأصبحت المحامية الشابة نجمة المحاكمة غير المتوقعة. وفي أحد الفيديوهات، قاطعت فاسكيز محامي هيرد مراراً وتكراراً «للاعتراض»، وحصد المقطع أكثر من 27 مليون مشاهدة على «تيك توك»، في غضون أيام قليلة. وفي الجلسة النهائية التي ظفرت فيها كاميل بفوز تاريخي، ظهرت المحامية الشابة وهي تعانق زملاءها، كما أشاد محبو النجم الأميركي بدورها في كسب القضية.

وفاسكيز مولودة في سان فرانسيسكو لأبوين كوبيين وكولومبيين.

تخرجت عام 2006 في جامعة جنوب كاليفورنيا ثم التحقت بكلية الحقوق في ساوث وسترن في لوس أنجلوس وتخرجت منها عام 2010 بدرجة دكتوراه.

عام 2021، تم اختيارها كواحدة من محامي مجلة «BestLawyer One to Watch».