وقال وزير الدولة للذكاء الاصطناعي عمر سلطان العلماء، أمام قادة عسكريين وخبراء خلال افتتاح مؤتمر متخصص في «الأنظمة غير المأهولة 2022» في ابوظبي أمس، «اليوم أكثر من أي وقت مضى، نتفهم أهمية حماية أمتنا عبر ضمان استخدام هذه التقنيات في خدمة، وحماية مجتمعاتنا، وكما هو الحال لجميع التقنيات التي ظهرت على مر التاريخ نتفهم تماما أنها ليست مثالية. ولكن عند النظر إلى الأنظمة غير المأهولة، فهناك الكثير من الأسباب التي قد يبني عليها القادة وصناع القرار توجهاتهم في استخدامها والعمل على تطوير نشر تقنياتها المتنوعة، فهي تساهم في خلق فرص كثيرة لحماية المدنيين في الحروب والمعارك».
وأضاف «رغم إيجابيات هذه الأنظمة، إلا أنه يترتب عليها في المقابل أيضا تحديات عدة قد تخلق نوعا من التطرف، كونها تحفز على التصعيد أثناء المعارك، خصوصا عند دمجها بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يخلق رغبة في المضي بقوة نحو الأمام دون أخذ جميع الاحتمالات بعين الاعتبار. فضلا عن ذلك، باتت تكلفة امتلاك هذه التقنيات اقل في الوقت الحالي، وهو ما قد يتيح للجماعات الإرهابية التي تهدد أمن دولنا، امتلاكها واستخدامها لترويع المدنيين وزعزعة أمن مجتمعاتنا، وكذلك وجود عيوب في هذه الأنظمة تتمثل في استخدامها بيانات تاريخية لا تتماشى والتوجهات الاستشرافية التي تعتمدها الكثير من الدول في التخطيط للمستقبل».
وتابع: «هذا التحدي يتطلب منا التكاتف والعمل معا لضمان أنه يمكننا بناء درع تحمي من خطر استخدام هذه الأنظمة».
من جهته، قال وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر «علينا أن نتحد لمنع استخدام الطائرات من دون طيار في تهديد أمن المدنيين وتدمير المؤسسات الاقتصادية».
واعتبر أنه «رغم ما تمثله الأنظمة غير المأهولة من تقدم علمي وتكنولوجي إلا أنها تنطوي على مخاطر وتحديات غير مسبوقة، ولذلك علينا ان نكثف جهودنا على مستوى دولي وعالمي من أجل حماية الشرعية الدولية وتحقيق السلام والأمن الدوليين، وكذلك العمل معا للاستمرار في مسيرة التقدم والازدهار لأجيالنا القادمة عبر الارتقاء بقدراتنا الإبداعية لمجابهة التحديات، وتطوير تعامل الانسان مع الآلات الذكية بثقة ووعي، وذلك إلى جانب اتخاذ القرارات الصحيحة في العصر غير المأهول».
واستطرد: «يكمن جانب كبير من الخطورة في أن الطائرات من دون طيار أصبحت سلاحا تفضله الجماعات المسلحة والإرهابية نظرا لانخفاض تكلفة إنتاجها وكفاءتها وفعاليتها وسهولة الحصول عليها، خصوصا إذا ما وجدت أنظمة ودول ترعاها. إذ يمكن أن تقوم الطائرات من دون طيار ببعض الأدوار التي تقوم بها الطائرات المقاتلة التقليدية، مثل مهام المراقبة، والاستطلاع والهجمات الجوية، ولهذا بدأت استخداماتها تؤثر في مفاهيم وعقيدة العمليات الجوية والدفاع الجوي».
هذا، وانطلقت في أبوظبي امس فعاليات الدورة الخامسة من مؤتمر «الأنظمة غير المأهولة 2022» المصاحب لمعرضي «يومكس» و«سيمتكس» 2022 تحت شعار «أنظمة ذاتية بلا حدود: طفرة هائلة وآفاق واعدة»، وذلك تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
ووفقا لوكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام)، يستقطب المؤتمر مجموعة من قادة الفكر والمسؤولين رفيعي المستوى والأكاديميين الباحثين من مختلف دول العالم، ويشارك فيه أكثر 2000 خبير ومختص بشكل حضوري وافتراضي.
وتضمن المؤتمر 4 جلسات نقاشية شارك فيها 22 متحدثا رفيع المستوى من عدة دول من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم وزراء، وقادة، وقادة ومبتكرون عالميون، حيث تناول العديد من الموضوعات والقضايا ذات الصلة بقطاع الأنظمة غير المأهولة.