
قبالة شاطئ الخليج، بزغت أربع ألماسات متلألئة تشكل تحفة فنية وتجسد الإبداع المعماري والنهضة الثقافية والحضارية، وتتمثل هذه التحفة في مركز الشيخ جابر الثقافي، الذي افتتحه أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد ـــ رحمه الله ـــ في عام 2016.
هذا الصرح الذي يعد واحداً من أضخم المشاريع الثقافية والحضارية على مستوى الكويت والمنطقة، من المؤسف أن يواجه بعض المشاكل في ظل تداعيات جائحة كورونا، ومن ذلك الموت الإكلينيكي ـــ إن صح التعبير ـــ الذي أصاب النافورة الموسيقية التي كانت تمثل إحدى درر هذا المعلم الحضاري، وبعد أن اجتذبت بتصميمها الرائع آلاف الزوار صمتت تماماً وتوقفت عن العمل لأعمال الصيانة التي طال أمدها.
وسط مدينة لا تتنوع بها خيارات الترفيه، استطاعت منطقة المطاعم في مركز جابر الاحمد الثقافي، أن تحجز لها مساحة سياحية جيدة، لتكون وجهة للناس.. كلما «هب البراد» وانخفضت درجات الحرارة، بموقع مميز وسط العاصمة، وبنافورة نابضة بالحياة والموسيقى، تحتضنها قائمة من المطاعم المتنوعة بأطعمة ترضي اختلاف الاذواق، وجلسات خارجية تتناسب ورغبة الناس بالاستمتاع بفصل الشتاء، الا ان هذا الموسم كان مختلفا، ومخيبا لآمال رواد المكان.
ففي المشهد العام، بلا شك تأثر قطاع المطاعم في البلاد، من جراء جائحة كورونا، التي ألقت بظلالها على قطاعات تجارية عديدة، فتأثر أصحاب المطاعم والمقاهي، بسبب الإغلاقات المتكررة، والقرارات التي بدت تجري على عكس ما تشتهيه سفن الاقتصاد، فمنها ما صمد أمام الأزمة ومنها ما لم يستطع أن يقاوم كثيراً.. فكان الإغلاق طريقه، بينما مطاعم مركز جابر لم تكن استثناء من هذه القاعدة.

الأزمة الصحية
كان واضحاً أن المطاعم الممتدة على أطراف النافورة الموسيقية في مركز جابر، والتي بلغت الى ما قبل الجائحة نحو 18 مطعماً ومقهًى متنوعاً، لم تستطع جميعها أن تصمد امام الازمة الصحية والاقتصادية، فوفقاً للمعلومات، بدأت المطاعم تغلق شيئاً فشيئاً، حتى بلغ عدد المطاعم المغلقة حتى الآن 7، اي بنسبة راوحت %40 من اجمالي مطاعم المركز.
في المقابل، فإن النافورة الموسيقية، او قلب المنطقة ـــ ان صح التعبير ـــ والتي كانت ترقص على أنغام موسيقى من مختلف الثقافات بمعدل مرة كل نصف ساعة، بقيت راكدة على مدى أكثر من 3 أشهر ماضية، وأضحت تحت الصيانة، لتطرح سؤالاً عن مدى الاهتمام بأحد أجمل المعالم السياحية في المدينة، بينما أعمال الصيانة التي تجري حالياً، كانت بشرى بقرب استئناف عمل النافورة، في تشغيل تجريبي خلال أيام على أمل أن تدب الحياة فيها من جديد الأسبوع المقبل.
وجهة ترفيهية
رغم المشهد السابق، فإن مطاعم ومقاهي المركز، بل وحتى حديقة النافورة الموسيقية، رغم صمتها بسبب الصيانة، لا تزال وجهة سياحية، فكان لافتاً مشهد اقبال الناس على المطاعم والمقاهي صباح أمس وظهره، مستمتعين بأجواء معتدلة، ونسمات باردة، في جلسات خارجية قريبة من النافورة، التي كانت لا تزال صيداً لكاميرات هواتف رواد المكان.. على أمل أن تعود للعمل قريباً، بل وجه بعضهم أسئلته لفريق الصيانة الذي كان يعمل حينها، عن موعد إصلاحها.
مركز جابر هذا المعلم السياحي الذي استطاع خلال السنوات الماضية أن يكون وجهة جاذبة للسياحة المحلية بل وحتى الخارجية، بتحفة معمارية بمباني صممت على شكل لآلئ تقدم منظراً مختلفاً بانعكاسات الضوء والظل، زفَّ مؤخراً بشرى عودة فعالياته الفنية والثقافية، بينما لا يزال السؤال قائماً، هل ستشهد منطقة المطاعم والنافورة الموسيقية، اهتماماً مضاعفاً لتعود إلى نشاطها السابق؟.
أرقام
1.5 مليون مواطن ومقيم زاروا مركز جابر الثقافي منذ افتتاحه
300 فعالية ثقافية وفنية شهدتها مسارح المركز وقاعاته
6500 فنان وأديب ومثقف شاركوا في الفعاليات
35 دولة حول العالم أوفدت محاضرين شاركوا في الفعاليات
4.5 ملايين دينار إجمالي إيرادات المركز منذ تدشينه
4 مطالب
01- إعادة افتتاح النافورة الموسيقية في المركز
02- وضع خطة متكاملة لصيانة معالم المركز
03- العمل على جذب المزيد من الزوار للمركز
04- إستراتيجية متطورة للترويج لأنشطة الصرح الحضاري