أكدت وكالة بلومبيرغ ما نشرته القبس مراراً على مدار سنوات عن مواجهة مصفاة «نغي سون» البالغة تكلفتها 9.2 مليارات دولار، وتساهم بها شركة البترول الكويتية العالمية KPI بحصة %35.1، لمشاكل مالية وادارية وفنية وخلافات وتباعد في وجهات النظر ما بين الشركاء ما يعوق استمرار اعمالها، خصوصا ان وضع المصفاة من سيئ الى أسوأ في ظل استمرار الخسائر وتراكم الديون.
تعطيل الأعمال
وبحسب وثيقة رسمية اطلعت عليها القبس، فانه بتاريخ 18 يناير 2022 وجه الرئيس التنفيذي لمصفاة فيتنام كتابا للشركاء يخبرهم من خلاله انه تم الغاء ثالث شحنة نفط لشهر يناير، الامر الذي اجبر الشركة على تخفيض الانتاج بشكل كبير.
وتم اعلام الشركاء من خلال الرسالة بانه ان لم يتم تمديد القرض المقدم من شركة البترول الكويتية العالمية وشركة ايدمتسوا اليابانية المخصص لدفع شحنات النفط بتاريخ 27 يناير 2022، فان المصفاة لا تملك اي سيولة لدفع قيمة شحنات النفط وستقوم بتعطيل العمل بشكل كامل بتاريخ 13 فبراير المقبل.
ديون متراكمة
وصل حجم الديون المتراكمة لشركة مصفاة فيتنام حتى تاريخ نهاية يونيو 2021، الى اكثر من 9 مليارات دولار، وان حجم الديون المتراكمة يتعدى حجم جميع اصول الشركة مما يعني ان شركة مصفاة فيتنام في حالة افلاس.
كما ان الشريك الياباني سبق ان اعلن عن ان نقص السيولة في المصفاة خلال السنوات الـ10 المقبلة بحدود 5 مليارات دولار. كما طلب المستشار المالي للمصفاة من الشركاء دفع مبلغ اضافي وقدره 3.127 مليارات دولار تبلغ حصة شركة البترول الكويتية العالمية من هذا المبلغ حوالي مليار دولار.
الاحتمال الأقوى.. الإغلاق
ونقلا عن مصادر مطلعة، قالت وكالة بلومبيرغ ان «نغي سون» اكبر مصفاة لتكرير النفط في فيتنام، والتي تشترك باعمالها شركة البترول الكويتية، خفضت معدلات معالجة وتكرير النفط، وقد تضطر الى الاغلاق الشهر المقبل، بعد ان ادت ازمة السيولة الى توقف واردات النفط الخام الكويتي اليها منذ نحو اسبوع.
وقالت الوكالة ان مصفاة «نغي سون» تسعى للحصول على مساعدة مالية من الحكومة الفيتنامية، وفي حال لم تنجح في ذلك فان اغلاق المصفاة سيشكل الاحتمال الاقوى.
وقال مسؤول تنفيذي في «نغي سون» للوكالة ان المصفاة خفضت معدلات التشغيل وتناقش الحلول المحتملة مع اصحاب المصلحة والشركاء المعنيين، متوقعا من جهة ثانية عودة عمليات المصفاة الى طبيعتها.
تراجع الطلب
وذكرت «بلومبيرغ» انه توجد في فيتنام مصفاتان للنفط تنتجان الجزء الاكبر من احتياجاتها من الوقود، ومن المحتمل ان يؤدي انخفاض التكرير في مصفاة «نغي سون» الى زيادة نخزين المواد الخام غير المكررة.
واشارت المصادر الى ان التراجع في الطلب المحلي على الوقود في فيتنام بسبب اجراءات الاغلاق المتعلقة بجائحة كورونا، وسوق النفط المتقلبة ساهما في ازمة السيولة لمصفاة «نغي سون»
وبدات اعمال المصفاة الفيتنامية في 2018 ولديها القدرة على معالجة وتكرير 200 الف برميل يوميا من الخام الكويتي، وتعمل على تكرير منتجات نفطية مختلفة مثل البنزين والديزل، والمصفاة مشروع مشترك بين شركة البترول الكويتية و«اديميستو كوسان» ومجموعة فيتنام للنفط الغاز ومجموعة «ميتسوي» للكيماويات.