استبعد الرئيس الأميركي جو بايدن إرسال عسكريين أميركيين إلى أوكرانيا في حال حصول غزو روسي، لكنه سبق أن نشر بضع مئات من الجنود الأميركيين في البلاد، وقد تضطر وزارة الدفاع الاميركية «الپنتاغون» الى سحبهم.
ووجود جنود أميركيين في أوكرانيا ليس بجديد. فمنذ العام 2015، يتناوب جنود احتياط من الحرس الوطني الأميركي في أوكرانيا لتدريب الجيش الأوكراني، إلى جانب جنود من دول أخرى في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، خصوصا من كندا وألمانيا.
وفي أواخر نوفمبر الماضي، وصل نحو مائتي جندي احتياط من جهاز الحرس الوطني التابع لولاية فلوريدا الأميركية إلى مركز يافوريف للتدريب الدولي في غرب أوكرانيا، للمشاركة في مهمة تدريب ومساعدة للجيش الأوكراني.
وأكد المتحدث باسم «الپنتاغون» جون كيربي مؤخرا أن الجنود الأميركيين «منتشرون حاليا في أوكرانيا في إطار مهمة الاستشارة والمساعدة بالتناوب، يشاركون في التدريبات ونتوقع أن تتواصل هذه المهمة».
وأضاف «نواصل مراقبة الوضع على الأرض، وعلينا اتخاذ قرارات لحماية قواتنا، وسنفعل ذلك». وكان البيت الأبيض اعتبر أن روسيا يمكن أن تشن هجوما على أوكرانيا «في أي وقت».
ومنذ 2015، قام الحرس الوطني الأميركي الذي يضم جنود احتياط يشاركون في عمليات إنقاذ في حال حصول كوارث طبيعية في الولايات المتحدة وكذلك بعمليات تدريب في كل أنحاء العالم، بثماني مناوبات تمتد كل منها على تسعة أشهر في أوكرانيا.
ومن المقرر أن تستمر المناوبة الحالية للحرس الوطني في أوكرانيا حتى نهاية يونيو2022.
ويقع مركز يافوريف في أقصى الغرب الأوكراني، على بعد نحو 15 كيلومترا فقط من الحدود الپولندية، ويبدو أن الجنود الأميركيين لن يواجهوا خطرا فوريا في حال حصول غزو روسي.
وتفيد الدول الغربية أن روسيا حشدت أكثر من مائة ألف جندي قرب حدودها مع أوكرانيا في شرق البلاد. وقد وصلت قوات روسية إضافية مؤخرا إلى بيلاروس المجاورة لأوكرانيا، لإجراء مناورات تدريبية بحسب الرواية الرسمية.
من جهتها، تنفي روسيا أن تكون لها نية في شن هجوم على أوكرانيا وتقول إنها مهددة بسبب تعزيز وجود حلف الأطلسي في المنطقة منذ سقوط الاتحاد السوفييتي.
وإضافة إلى جنود الاحتياط، نشر الجيش الأميركي جنود نخبة من قوات خاصة في أوكرانيا، حيث يشاركون في تدريب القوات الخاصة الأوكرانية، وفق ما أفاد متحدث باسم وزارة «الپنتاغون» اللفتنانت-كولونيل أنتون سيميلروث لوكالة فرانس برس.
وأضاف «لأسباب أمنية، لا يمكننا الإفصاح عن عددهم».
وتنشر القوات الخاصة الأميركية بشكل عام مجموعات صغيرة من جنود النخبة مدربين للتصرف بشبه استقلالية.
وقال المتحدث باسم «الپنتاغون» إن الجنود «يلعبون دورا كبيرا في تطوير القوات الخاصة الأوكرانية عبر التحقق من تدريبهم»، مضيفا «دعمنا وتدريباتنا مخصصة لتعزيز العلاقات (مع كييڤ) وتأكيد التزام الولايات المتحدة ضمان نجاح أوكرانيا في أن تكون مستقرة وحرة».
ويدرب الجنود الأميركيون خصوصا نظراءهم الأوكرانيين على استخدام الأسلحة التي قدمتها واشنطن لأوكرانيا، لاسيما الأسلحة الخفيفة وسفن الدوريات وقاذفات الصواريخ المضادة للدبابات.
وأعلنت الولايات المتحدة تخصيص مائتي مليون دولار إضافي كمساعدة أمنية لأوكرانيا. ويضاف هذا المبلغ إلى 450 مليون دولار خصصت قبل بدء حشد القوات الروسية عند الحدود الأوكرانية نهاية العام الماضي.
وعند سؤاله الشهر الماضي عن احتمال مشاركة الجنود الأميركيين المتواجدين في أوكرانيا في نزاع محتمل إلى جانب القوات الأوكرانية، تجنب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الإجابة، وقال لمجلة «ديفنس وان» المتخصصة «أعتقد أن في أوضاع كهذه، الإعلان عن خطوط حمراء ينبغي عدم تجاوزها، لا يؤدي إلا إلى مفاقمة المشكلة» مضيفا «علينا التركيز على سبل تخفيف التوترات».
وقد يلعب الجنود الأميركيون المتواجدون على الأرض دورا في إجلاء المواطنين الأميركيين في أوكرانيا، الأمر الذي قد يصبح ضروريا في حال دخل الجيش الروسي. وتقدر وزارة الخارجية الأميركية عدد المواطنين الأميركيين في أوكرانيا بعشرة إلى 15 ألفا.